بَيْنَهُمْ} لفرغ من عذابهم وإهلاكهم (١)، يعني: المختلفين المخالفين (٢).
﴿وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ﴾ موقع في الريب والتهمة. ويقال: أَرَابَ الرَّجُلُ إذا جاء بريبة، وأَلامَ إذا أتى بما يلام عليه. قال الشاعر (٣):
ومَنْ يَخْذُلْ أَخَاهُ فَقَدْ ألامَا
١١١ - ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا﴾
اختلف فيه القراء. فقرأ ابن عامر وأبو جعفر، وحفص (٤)، وحمزة، ﴿وَإِنَّ﴾ بتشديد النون، ﴿لَمَّا﴾ بتشديد الميم (٥) على معنى: إِنَّ كُلًّا لممّا ليوفينهم، ولكن لما اجتمعت الميمان حذفت واحدة (٦)، كقول الشاعر (٧):

(١) في (ك): وهلاكهم.
(٢) هذا في كفار مكة على الصحيح الذي عليه أكثر المفسرين. وقال مقاتل: إنه في قوم موسى. وهذا ضعيف؛ لأنَّ الذين كذبوا بالتوراة عُجلت لهم العقوبة. انظر: "تفسير مقاتل" (١٤٩ ب).
(٣) الرجز. ذكره ابن حبيب في "تفسيره" (١١٣ ب).
(٤) ساقطة من (ن).
(٥) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٣٣٩).
(٦) انظر: "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٥٣٦، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٠٤.
(٧) البيت لم أهتد إلى قائله، وهو في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٩، "جامع البيان" للطبري ١٥/ ٤٩٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٠٤، "لسان العرب" لابن منظور قدم ١٢/ ٤٦٩. وانظر: "المعجم المفصل في النحو" لعزيزة فوال =


الصفحة التالية
Icon