﴿وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾.
٦٢ - ﴿فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى﴾
أي: المناجاة، يكون اسماً ومصدراً.
٦٣ - ﴿قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾
قرأ عبد الله: ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى أَنْ هَذَانِ سَاحِرَانِ﴾ بفتح ألف أن وجزم نونه ﴿لَسَاحِرَانِ﴾ بغير لام (١).
وقرأ ابن كثير وحفص: ﴿إنْ﴾ بكسر الألف وجزم النون، ﴿هَذَانِ﴾ بالألف على معنى ما هذان إلا ساحران (٢)، نظيره قوله:

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٢١٦، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١٠/ ٤٧.
(٢) على هذِه القراءة تكون ﴿إنْ﴾ بمعنى: ما النافية، واللام بمعنى: إلا، وهذا القول يخرج على مذهب الكوفيين، وقرأ بهذِه القراءة الخليل بن أحمد، وقد قال عنه الزجاج: والإجماع أنَّه لم يكن أحد أعلم بالنحو من الخليل.
وقال الزجاج: ولكنني أستحسن ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ بتخفيف ﴿إِنَّ﴾ وفيه إمامان: عاصم والخليل، وموافقة أبي في المعنى وإن خالفه اللفظ.
وقال مكي بن أبي طالب: من خفف ﴿إِنَّ﴾ اجتمع له موافقة الخط وصحة الإعراب في ﴿هَذَانِ﴾.
"معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٦١، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٢٤٩)، "التيسير" للداني (ص ١٢٣)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٤٦٧، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ٢/ ٩٩، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٢٠، الواحدي النحوي من خلال كتابه "البسيط" للفراج ١/ ٢٥١.


الصفحة التالية
Icon