فشأن المؤمن أنه كلما جاءه الهدى من عند الله آمن به وصدقه، فكان ذلك زيادة في رصيده الإيمانى إذ أضحى ما يؤمن به الآن أكثر وأكبر مما كان يؤمن به من قبل، وإذا زاد رصيد العبد فيما يؤمن به زاد عطاءالإيمان على قلبه نورًا على نور، وبضده شأن المنافق والمتهالك في المعاصي كلما جاءه الهدى أعرض عنه فزاد رصيده في الإعراض والعصيان فزداد بعدًا عن ربه، وهذا تفسير قرآنى مبين لقوله (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) فإن من كان ذا علم يحمله علمه على أن يوقن بأن ما أمره به ربه تعالى إنَّما هو خير عميم له في دنياه وأخراه
" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّواشَيْئًا وَهُوَشَرٌّلَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " ﴿البقرة: ٢١٦﴾
خاتمة
حملت إليك هذه الوريقات شيئا من الدراسة العربية لبيانٍ من الذكر الحكيم في التحريض على الجهاد في سبيل الله رب العالمين، والنِّفار الى الجنة لملاقات الأحبَّة: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحبه.
ولن تجد مسلما ناصحًا نفسه غير توَّاق إلى ذلك اللقاء، والطريق إلى تحقيقه مستقيم: طريق الجهاد في سبيل الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا في سلوكنا وواقعنا مثلما هي العليا دائمًا في الحقيقة،
كلمة الله هنا هي منهاج شريعة الله تعالى كما جاءت في كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وكل من حكم بغير شريعة الله تعالى في نفسه وأهله وقومه ومن له عليهم ولاية خاصة أوعامة، أو رضي ولم ينكر بما اسطاع من سبل الإنكار المشروعة في السنة فإنه معلٍ أو راضً بعلو شريعة الباطل والظلم على شريعة الله: كلمته التى أنزلها على نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.