سورة يوسف
رب يسر برحمتك.
سورة يوسف _ عليه السلام _ وهي مكية وفي قول ابن عباس، وقتادة : إلا أربع آيات منها.
وهي مائة وإحدى عشرة آية، وعدد كلماتها : ألف، وتسعمائة، وست وتسعون كلمة، وعدد حروفها سبعة آلاف، ومائة، وست وستون حرفا.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٦٠٥
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : قوله تعالى :﴿الار تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ قد تقدم الكلام على قوله :﴿الار تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ في أول سورة يونس، فالإشارة بـ " تِلْكَ " إلى آيات هذه السورة على الابتداء اةلخبر.
وقيل :" الر " اسم للسورة، أي : هذه السورة المسمَّاة :﴿الار تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ والمراد بـ " الكِتَاب " : القرآن، وأما قوله :" المُبِين " فيحتمل أن يكون من بانَ، بمعنى : ظهر، أي : المبين حلاله، وحرامه، وحدوده، وأحكامه قال قتادة ـ رحمه الله ـ :" المبين والله بركته، وهداه ورشده ".
وقال الزجاج :" من أبَان بمعنى : أظهر، أي : أبان الحقَّ من الباطل، والحلال من الحرام، وقصص الأولين والآخرين ".
ويحتمل أن يكون من البينونة بمعنى : التَّفريق، أي : فرَّق بين الحق والباطل، والحلال والحرام.
قوله تعالى :﴿إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾ يعنى : الكتاب، في نصب :" قُرْآناً " ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون بدلاً من ضمير " أنْزلْنَاهُ " أو حالاً موطئة منه، والضمير في :" أنْزَلْنَاهُ " على هذين القولين يعود على الكتاب، وقيل :" قُرْآناً " مفعول به، والضمير في " أنْزَلْنَاهُ " ضمير المصدر، و " عربياً " نعت للقرآنِ، وجوَّز أبو البقاء : أن يكون حالاً من الضمير في :" قُرْآناً " إذا تحمَّل ضميراً، يعنى : إذا حعلناهُ حالاً مؤولاً بمشتقِّ، أي : أنزَلنَاه مُجْتمعاً في حال كونهِ عَربيًّا، والعربيّ منسُوب إلى العرب ؛ لأنَّه نزل بلغتهم، وواحد العرب : عربيٌّ، كما أن واحد الرُّوم : رُومِيٌّ، أي : أنزلناه بلغتكم، لكي تعلمُوا مَعانيَهُ، وتفهَمُوا ما فيه، و " عَرَبَة " ـ بفتح الرَّاء ـ ناحية دار إسماعيل ـ عليه السلام ـ قال الشاعر :[الطويل] ٣٠٤٣ـ وعَرْبَةُ أرْضٍ مَا يُحِلُّ حَرامَهَا
مِنَ النَّاسِ إلاَّ اللَّوذَعِيُّ الحُلاحِلُ


الصفحة التالية
Icon