سورة الصافات
مكية.
وهي مائة واثنتان وثمانون آية، وثمانمائة وستون كلمة، وثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفا.
جزء : ١٦ رقم الصفحة : ٢٦٩
قوله تعالى :﴿وَالصَّافَّاتِ صَفَّا﴾ قرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء من " الصَّافَّاتِ " و " الزَّاجرَاتِ " و " التَّاليَاتِ " في صاد " صفاً " وزاي " زجراً " وذال " ذكراً " وكذلك فعلا في ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً﴾ [الذاريات : ١] وفي ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً﴾ [المرسلات : ٥]، وفي ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً﴾ [العاديات : ١] بخلافٍ عن خَلاَّدٍ في الأخيرين وأبو عمرو جار على أصله في إدغام المتقاربين كما هو المعروف من أصله وحمزة خارج عن أصله والفرق بين مذهبيهما أن أبا عمرو يجيز الروم وحمزة لا يجيزه وهذا كما اتفقا في إدْغَام ﴿بَيَّتَ طَآئِفَةٌ﴾ [النساء : ٨١] وإن كان ليس من أصل حمزة إدغام مثله وقرأ الباقون بإظهار جميع ذلك.
قال الواحدي : إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة الحرفين، ألا ترى أنهما من
٢٧٠
طَرَف اللسان وأصول الثنايا يسمعان في الهمس والمدغم فيه يزيد على المدغم بالإطباق والصّفير وإدغام الأنقص في الأزيد حسن ولا يجوز أن يدغم الأزيد صوتاً في الأنقص.
وأيضاً إدغام التاء في الزاي في قوله :﴿فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً﴾ حسن لأن التاء مهموسة والزاي مجهورة وفيها زيادة صفير كما كان في الصاد وأيضاً حَسُنَ إدغام التاء في الذال في قوله :﴿فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً﴾ لاتفاقهما في أنهما من طَرَفِ اللسان وأصول الثنايا.
وأما من قرأ بالإظهار فلاختلاف المَخَارج ومفعول " الصَّافَّاتِ " " والزَّاجِرَاتِ " غير مراد إذ المعنى الفاعلات لذلك وأعرب أبو البقاء " صَفًّا " مفعولاً به على أنه قد يقع على المصفوف وهذا ضعيف وقيل : وهو مراد والمعنى والصافات أنفسها وهم الملائكة، أو المجاهدون أو المصلون أو الصفات أجنحتها وهي الطير، كقوله :﴿وَالطَّيْرُ صَآفَّاتٍ﴾ [النور : ٤١] والزاجرات : السحاب أو العصاة إن أريد بهم العلماء، والزجر الدفع بقوة وهو قوة التصويت وأنشد : ٤١٨٩ - زَجْر أبِي عُرْوَةَ السِّبَاعَ إِذَا
أشْفَق أَنْ يَخْتَلِطْنَ بالغَنَم
وَزَجرت الإبلَ والغَنَمَ إذَا فَزِغَتْ مِنْ صَوْتِكَ وأما " والتَّالِيَاتِ " فيجوز أن يكون " ذكراً " مفعوله، والمراد بالذكر القرآن وغيره من تسبيح وتحميدٍ، ويجوز أن يكون " ذكراً " مصدراً أيضاً من معنى التَّالِيَاتِ، وهذا أوفق لما قبله قال الزمخشري : الفاء في " فالزاجرات " (وفي) فالتاليات إما أن تدل على ترتيب معانيهما في الوجود كقوله :
٢٧١
٤١٩٠ - يَا لَهْفَ زيَّابَة لِلْحَارِث الصْـ
صَابِحِ فَالغَانِم فَالآيِب
جزء : ١٦ رقم الصفحة : ٢٧٠


الصفحة التالية
Icon