سورة القيامة
مكية، وهي تسع وثلاثون آية، [وهي في المصحف أربعون آية] ومائة وسبع وتسعون كلمة، وستمائة واثنان وخمسون حرفا.
جزء : ١٩ رقم الصفحة : ٥٤٠
قوله تعالى :﴿لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾.
العامَّة : على " لاَ " نافية، واختلفوا حينئذ فيها على أوجه : أحدها : أنَّها نافية لكلامٍ تقدم، كأنَّ الكفَّار ذكروا شيئاً، فقيل لهم :" لا " ثم ابتدأ الله قسماً.
قال القرطبي رحمه الله :" إنَّ القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا البعث والجنة والنار، فجاء الإقسام بالردِّ عليهم كقوله :" والله لا أفعل " فـ " لا " ردٌّ لكلام قد مضى، وذلك كقولك : لا والله وإن القيامة.
لحق، كأنك أكذبت قوماً أنكروه ".
والثاني : أنها مزيدة.
قال الزمشخري : قالوا : إنها مزيدة، مثلها في ﴿لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ﴾ [الحديد : ٢٩]، وفي قوله - عز وجل - :﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ﴾ [الأعراف : ١٢] ؛ وقوله :[الرجز]
٤٩٧٨ - فِي بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ
قال ابن الخطيب : وهذا القولُ عندي ضعيفٌ من وجوه :
٥٤١
أحدها : أنَّ تجويز هذا يفضي إلى الطعن في القرآن، لأن على هذا التقدير يجوز جعل النفي إثباتاً، والإثبات نفياً، وذلك ينفي الاعتماد على الكلام نفياً وإثباتاً.
وثانيها : أن الحرف إنما يزاد في وسط الكلام، فإن امرأ القيس زادها في مستهل قصيدته ؛ وهي قوله :[المتقارب] ٤٩٧٩ - فَلاَ - وأبِيكِ - ابنَةَ العَامِرِيْـ
ـيِ لا يَدَّعِي القَوْمُ أنِّي أفِرْ


الصفحة التالية
Icon