سورة الكوثر
مكية، في قول ابن عباس، والكلبي، ومقاتل، ومدنية في قول الحسن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وهي ثلاث آيات، وعشر كلمات، واثنان وأربعون حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٥١٨
قوله :﴿إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾، قرأ الحسن وابن محيصن، وطلحة، والزعفراني :" أنْطَيْنَاكَ " بالنون.
قال الرازي، والتبريزي : أبدل من العين نوناً.
فإن عنينا البدل الصناعي فليس بمسلَّم، لأن كل مادة مستقلة بنفسها، بدليل كمال تصريفها، وإن عنينا بالبدل : أن هذه وقعت موقع هذه لغة، فقريب، ولا شكَّ أنها لغة ثابتة.
قال التبريزي : هي لغة العربِ العاربةِ من أولى قريش.
وفي الحديث :" اليَدُ العُلْيَا المُنطِيةُ، واليَدُ السُّفلَى المُنطَاةُ ".
وقال الشاعر وهو الأعشى :[المتقارب] ٥٣٢٤ - جِيادُكَ خَيْرٌ جِيادِ المُلوكِ
تُصَانُ الجِلالَ وتُنْطَى الحُلُولاَ
قال القرطبي : وروته أم سلمة عن النبي ﷺ قراءة، وهي لغة في العطاء أنطيته : أعطيته ".
٥١٩
والكوثر :" فَوْعَل "، من الكثرةِ، وصف مبالغة في المفرط الكثرة، مثل النوفل من النَّفل، والجوهر من الجهر، والعرب تسمي كل شيءٍ كثيراً في العدد، والقدر، والخطر : كوثراً ؛ قال :[الطويل] ٥٣٢٥ - وأنْتَ كَثيرٌ يَا ابْنَ مَرْوانَ طَيِّبٌ
وكَانَ أبُوكَ ابْنَ العقَائِلِ كَوثَرا
قيل لعجوز رجع ابنها من السَّفر : بم آب ابنك ؟.
قالت : آب بكوثر، أي : بمال كثير.
والكوثر من الغبار الكثير، وقد تكوثر إذا كثر ؛ وقال الشاعر :
٥٣٢٦ - وقَدْ ثَارَ نَقْعُ المَوْتِ حتَّى تَكْوثَرَا
فصل في المراد بالكوثر اختلفوا في الكوثر الذي أعطيه النبي ﷺ، فقيل : نهر في الجنة رواه البخاري وغيره.
وروى الترمذي عن ابن عمران قال : قال رسول الله ﷺ :" الكَوْثَرُ : نهرٌ فِي الجنَّةِ، حَافتَاهُ مِنْ ذهَبٍ، ومَجْراهُ عَلى الدُّرّ والياقوت، تُربتُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وماؤه أحْلَى مِنَ العَسلِ، وأبْيَضُ مِنَ الثّلْجِ ".
وقال عطاء : هو حوض النبي ﷺ في الموقف وفيه أحاديث كثيرة.
وقال عكرمة : الكوثر : النبوة، والكتاب.
وقال الحسن : هوالقرآن.
وقال ابن المغيرة : الإسلام.
وقال ابن كيسان : هو الإيثار.
٥٢٠