الفصل الرابع
فى الأشياء التى شبه الله تعالى بها كلمة التوحيد
(الأول : النار ) :
الأول : ان الله تعالى شبه الإيمان، بالنار : فقال :(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا). وقال فى آية أخرى :(وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ). وفيه إشارتان :
الأولى : كما أن النار إذا عرضت عليها الذهب المغشوش أحرقت كل ما فيه من الغش، وبقى جوهر الذهب سليماً عن الإحتراق، فكذلك يوم القيامة، إذا عرض المذنب على النارأحرقت ذنوبه ومعاصيه، وبقى إيمانه سليماًمن الإحتراق
الثانيه : أن النار تحرق كل شئ، وكذا الإيمان إذا قوى نوره أحرق ما سوى محبة الله تعالى عن القلب، (قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ).
* * *
( الثانى : النور)
النوع الثانى : من الأمور التى شبه الله بها الإيمان : النور، قال الله تعالى ( مثل نوره ). والسبب فى أنه تعالى أضاف المعرفة إلى نفسه وجوه :
الأول : أنه تعالى إنما أضاف المعرفة إلى نفسه قطعاً للأطماع عنها،