الفصل السابع
فى الأحكام الفقهية المتفرعة على قولنا لا إله إلا الله
اعلم أن الإيمان لابد له من أمرين :
أحدهما هو : أن الأصل حصول المعرفة بالقلب، واليه الإشارة بقوله :( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ).
وثانيها : الإقرار باللسان وبالتوحيد، وإليه الإشارة بقوله :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). وذلك لأن قوله :
(قل ). أمر للمكلف بأن يقول بلسانه ما يدل على التوحيد، ثم أكد هذه الدلالة بالسنة الغراء، وهى قوله عليه الصلاة والسلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ".
والسبب فى أنه لابد من هذا القول هو أن للإيمان أحكاماً، بعضها يتعلق بالباطن، وبعضها بالظاهر فما يتعلق بالباطل هو أحكام الآخرة، وذلك متفرع عن العلم الذى هو باطن عن الخلق، وما يتعلق بالظاهر هو أحكام الدنيا، ولا يمكن إقامتها إلا بعد معرفتنا أنه مسلم ولا معرفة إلا بالقول باللسان، فصارت المعرفة ركناً أصلياً فى حق الله تعالى، والقول ركناً شرعيا فى حق الخلق واليه الإشارة بقوله تعالى :( وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ).
وقال عليه الصلاة والسلام " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة ".
وقال تعالى :(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
جنة فى الوقت وجنة فى المعرفة، وجنة فى العقبى وهى جنة الآخرة.


الصفحة التالية
Icon