"""""" صفحة رقم ٤٣ """"""
( ﷺ ) نرى أنه ليس شئ من الحسنات إلا مقبول حتى نزلت ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) فلما نزلت هذه الآية قلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا الكبائر الموجبات والفواحش فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا قد هلك حتى نزلت هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا أحد أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجوناه وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ( يتركم ) قال يظلمكم وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه قال لما نزلت ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ) قالوا من هؤلاء وسلمان إلى جانب النبي ( ﷺ ) فقال هم الفرس هذا وقومه وفي إسناده مسلم بن خالد الزنجي وقد تفرد به وفيه مقال معروف وأخرجه عنه عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال تلا رسول الله ( ﷺ ) هذه الآية ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ) فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب رسول الله ( ﷺ ) على منكب سلمان ثم قال هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس وفي إسناده أيضا مسلم بن خالد الزنجي وأخرج ابن مردويه من حديث جابر نحوه
ع٤٨
تفسير
سورة الفتح
هي تسع وعشرون آية وهي مدنية
حول السورة
قال القرطبي بالإجماع وقد أخرج ابن الضريس والنحاس بن مردوة والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الفتح بالمدينة وأخرج بن مردويه عن الزبير مثله وأخرج بن إسحاق والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ومروان قالا نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبيه من أولها إلى آخرها وهذا لا ينافي الإجماع على كونها مدنية لأن المراد بالسور المدنية النازلة بعد الهجرة من مكة وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن مغفل قال قرأ رسول الله ( ﷺ ) عام الفتح في مسيرة سورة الفتح على راحلته فرجع فيها وفي الصحيحين عن زيد بن اسلم عن أبيه أن رسول الله ( ﷺ ) كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر عن شئ فلم يجبه رسول الله ( ﷺ ) ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر بن الخطاب هلكت أم عمر نزرت رسول الله ( ﷺ ) ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك فقال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت لقد خشيت أن يكون قد نزل في قرآن فجئت رسول الله ( ﷺ ) فسلمت عليه فقال لقد أنزلت على سورة لهى أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) وفي صحيح مسلم عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم قال لما نزلت ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) الآية إلى قوله ( فوزا عظيما ) مرجعه من الحديبية وهم مخالطهم الحزن والكآبة وقد نحروا الهدى بالحديبية فقال لقد أنزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا جميعها )


الصفحة التالية
Icon