الفصل الثالث
لفظ الجلالة الله (١)
الله لفظ الجلالة هو العَلَم الحقُّ على الإله الحقِّ، المعبود بحق - سبحانه وتعالى -. كان، ولم يكن شئ معه، ثم خلق كل شئ بعلمه وإرادته وقدرته - - سبحانه وتعالى - - ما شاء أن يكون كان، وما لم يشأ أن يكون لم يكن، ﴿ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن﴾، يعلم ما كان وما هو كائن، وما سوف يكون - - سبحانه وتعالى - -.
قدّر كل شئ قبل أن يوجده، وأوجد كل شئ على مقتضى ما قدرة - - سبحانه وتعالى - - (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر/٤٩، أوجد وأفنى، وأمات وأحيا، الملكُ ملكُه، والوجودُ خَلْقُه، والأمور تدبيره، والبدء منه، والمصير إليه حسابُه عدل، وجزاؤه بميزان، وعقابه عدل، وثوابه تفضُّل وإحسان، لا يخرج شئ عن ملكه، ولا يعزب مثقال ذرة عن علمه، وكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال - - سبحانه وتعالى - -.
ولأن هذا اللفظ الأقدس له فى القلوب والعقول أسمى السمو، وأعظم التعظيم، وأجل الإجلال، وأقدس التقديس، فقد تعددت المباحث حوله فى أمور شتى نشير إلى أهمها فى هذا الفصل.