الفصل الخامس
الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة
وأثره في الأحكام (١)
المبحث الأول في: المسألة بين القطعية والظنية:
اختلف العلماء في وضع البسملة في أوائل سور القرآن الكريم، أهي من المسائل التي يشترط القطع في طريق إثباتها أو نفيها، ويجزم بخطأ المخالف فيها، ويلزمه التكفير، أم أنها من المسائل الظنية، التي يسوغ فيها الاجتهاد والنظر ولا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي ولا للمثبت، ولهم في ذلك قولان رئيسان:
القول الأول: أنّ المسألة قطعية، وممن قال بهذا: ابن أبي هريرة، وسليم الرازي من الشافعية، والقاضي الباقلاني، وابن الحاجب من المالكية.
ثم اختلفوا فيما بينهم، فقطع الشافعيان: بالإثبات، وقطع المالكيان بالنفي.
وصرح القاضي الباقلاني: بتخطئة المخالف دون تكفيره، وانتقد ابن تيمية ابن السبكي قول القاضي بالتخطئة (٢).
أمَّا التكفير: فذكر سليم الرازي: أنه يلزم على القول بأنها من الفاتحة قطعًا، تكفيرالنافي، وتفسيق التارك لها، وذلك فيما حكاه عنه بعض الشافعية (٣).

(١) هذا الفصل مستفاد من بحث للدكتور/ موسى بن علي بن موسى فقيهي، بتصرف يسير.
(٢) انظر: المستصفى ١٠٤ / ١، والإحكام ١٦٤ / ١، ومجموع الفتاوى ٣٩٨ / ١٣،. ٤١٨
(٣) انظر: المستصفى ١٠٣ - ١٠٢ / ١ والمجموع شرح المهذب ٣٣٣ / ٣، وتشنيف المسامع ٣١٠ / ١، ٨٩ / ٢، والغيث الهامع ٠ ١٠١ / ١


الصفحة التالية
Icon