إعداد
د/ محمد بن فوزان بن حمد العُمر
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية
كلية المعلمين - بالرياض
إهداء من المؤلف
لمكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية
www.tafsir.net
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضلَّ لهُ، ومن يُضلل فلا هادِيَ لهُ وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدُه لا شريك لَه وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
أما بعد:
فإن الله -عز وجل- أنزل هذا الكتاب لإقامة حدوده وحروفه، وقد أثنى سبحانه على القائمين بحدوده في قولِه سبحانه ( ((((((((( (((((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ( ((((( (((((((( ((((( (((((((((((((( (((( (((((((((((((( ((((( ( (١).
وإن نبيه ( قد أثنى كذلك على القائمين بحروفه المُتغنِّين به فقال ( فيما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة -(-: ((ما أَذنِ اللهُ لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يجهرُ به))(٢).
وفي حديث أبي موسى الأشعري -(- قال لَهُ رسول الله (: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود))(٣).
…وإن إقامة حروف السورة لا يعني التقعر والتشدُّق ولا التمطيط والتعسُّف فإن هذا لا شك مذموم، وهو حال بعض المتعالمين في التجويد الذين لم يلقنُوا من أفواه الأُستاذين، وإنما يُراد به قراءة الآية أو السورة كما أُنزلت على قلب النبي (.
…يقول أبوالعلاء الهمذاني: "وإنما يدعو هؤلاء الجُهال إلى هذا التقعير والتشديق أنهم يسمعون القراءة الصحيحة والألفاظ القويمة مِمَّن خدم الأُستاذِين، وقرأ على الشيوخ المُبرِّزين وتكلَّف مقاساة الأسفار وقَطْع البراري والقِفار، وتسنّم الآكام والعقاب والأوعار، والتَّطواف في المدن والأمصار، فيودُّون على جهلهم أن ينخرطوا في سلك الحُذَّاق، ويجروا وهم كوادن(٤) في مضمار العِتاق(٥)" اهـ. (٦).