سورة يونس
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٦
قلت :(عجباً) خبر كان، واسمها :(أن أوحينا)، ومن قرأ بالرفع فالأمر بالعكس، أو كان تامة، واللام متعلقة بعجباً، وهو مصدر للدلالة على أنهم جعلوه أعجوبة لهم، يتوجهون نحوه بإنكارهم واستهزائهم.
قال في المغني : المصدر الذي ليس في تقدير حرف الموصول وصلته لا يمنع التقديم عليه، على أن السعد قال في المطوّل : إن معمول المصدر إذا كان ظرفاً أو شبهة، الأظهر أنه جائز التقديم، قال تعالى :﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ [الصافات : ١٠٢]، ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ﴾ [النور : ٢] مثل هذا كثير في الكلام، وليس كل ما أول بشيء حكمُه حكم ما أول به، مع أن الظرف مما يكفيه رائحة الفعل ؛ لأن له شأناً ليس لغيره ؛ لتنزله من الشيء منزلة نفسه ؛ لوقوعه فيه وعدم انفكاكه عنه، ولهذا اتسع في الظروف ما لم يتسع في غيرها. هـ.