سورة طه
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٥٨
قلت : عن ابن عباس أن " طه " من أسماء الله تعالى، وقيل : معناه : طوبى لمن هدى، وقيل : يا طاهر يا هادي، فالطاء تشير إلى طهارته ﷺ وتطهيره من دنس الحس، والهاء تشير إلى هدايته في نفسه، وهدايته غيره إلى حضرة القدس.
ورُوِيَ عنه ﷺ أنه قال :" لي عشرة أسماء... " فذكر أن منها " طه ويس "، وقيل : معناه : طِئ الأرض بقدمك ؛ لأنه كان يرفع رِجْلاً في الصلاة ويضع أخرى في طول تهجده، فأبدل الهمزة ألفًا، والضمير للأرض، ورُد بأنه لو كان كذلك لكُتبت بالألف، فإنَّ الكتابة بصورة الحرف مع التلفظ بخلافه من خصائص حروف المعجم. وقيل : معناه : يا رجل. وهو مروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد وغيرهم، وهو عندهم على اللغة النبطية، أو السريانية. قيل : من جعل معنى " طه " يا رجل، لم يقل على طه، وكذا من جعله اسمًا للنبي ﷺ ؛ لأن النداء تنبيه على ما بعده، ومن جعلها افتتاحًا، أو على وجه من الوجوه المذكورة في البقرة، وقف عليها، إلا في قول من جعلها قَسَمًا، فإنه لا يقف عليها ؛ لأن قوله :﴿ما أنزلنا...﴾ الخ جواب قسم.
قلت : المتبادر من سبب نزولها ومن قوله :﴿ما أنزلنا﴾ : إما القسم أو النداء، فالقَسَم على أن ذلك من أسماء الله، والنداء على كون ذلك بمعنى يا رجل، أو من
٢٥٩