سورة الحج
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٩٠
قلت :﴿زلزلة﴾ : مصدر مضاف إلى فاعله على المجاز، أو إلى الظرف، وهي الساعة. و ﴿يوم﴾ : منصوب بتذهل.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم﴾، الخطاب عام لجميع المكلفين ممن وُجد عند النزول، وينخرط في سلكهم من سيُوجد إلى يوم القيامة. ولفظ ﴿الناس﴾ يشمل الذكور والإناث. والمأمور به مطلق التقوى، الذي هو امتثال الأوامر واجتناب النواهي ظاهرًا وباطنًا، والتعرض لعنوان الربوبية، مع إضافتها لضمير المخاطبين ؛ لتأكيد الأمر، وتأكيد إيجاب الامتثال به ؛ لأن الربوبية دائمة، والعبودية واجبة بدوامها، أي : احذروا عقوبة مالك أموركم ومربيكم.
ثم علل وجوب التقوى بذكر بعض عقوبته الهائلة عند قيام الساعة، فقال :﴿إِن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾، فإن ملاحظة عظمها وهولها وفظاعة ما هي من مبادئه ومقدماته، مما يوجب مزيد اعتناء بملابسة التقوى والتدرع بها. والزلزلة : التحرك الشديد والإزعاج العنيف، بطريق التكرير، بحيث تزيل الأشياء من مقارها، وتخرجها عن مراكزها، وهي الزلزلة المذكورة في قوله تعالى :﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزّلزَلة : ١] الآية. واخْتُلِفَ في هذه الزلزلة وما ذكر بعدها، هل هي قيام الساعة عند نفخة الصعق، أو بعدها عند الحشر ؟ فقال الحسن رضي الله عنه : إنها تكون يوم القيامة. وعن
٣٩١


الصفحة التالية
Icon