سورة الروم
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٢٧
يقول الحق جل جلاله : بعد التسمية ﴿الـاـم﴾ أي : أيها المصطفى، أو : المرسل، ﴿غُلبت الرومُ﴾ أي غلبت فارسُ الرومَ ﴿في أدنى الأرض﴾ أي : في أقرب أرض العرب ؛ لأن الأرض المعهودة عند العرب أرضهم، أي : غلبوا في أدنى أرض العرب منهم، وهي أطراف الشام. أو أراد أرضهم على إنابة اللام مناب المضاف إليه، أي : في أدنى أرضهم إلى عدوّهم. قال ابن عطية : قرأ الجمهور :" غُلبت " ؛ بضم الغين. وقالوا : معنى الآية : أنه بلغ أهل مكة أن الملك كسرى هزَم جيشَ الروم بأذرعاتِ، وهي أدنى أرض الروم إلى مكة، فسُر لذلك كفارُ قريش، فبشر المؤمنين بأن الروم سيغلبون. هـ. وهذا معنى قوله :﴿وهم﴾ أي : الروم ﴿من بعد غَلَبِهم﴾، وقرئ : بسكون اللام ؛ كالحلَب والحلْب، وهو من إضافة المصدر إلى المفعول، أي : وهم من بعد غلبة فارس إياهم ﴿سيَغْلِبون﴾ فارس، وتكون الدولة لهم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٢٩
وذلك ﴿في بِِضْعِ سنين﴾، وهو ما بين الثلاث إلى العشر. قال النسفي : قيل : احتربت الروم وفارس، بين أذرعاتِ وبُصرى، فغلبت فارسُ الروم، والمَلِكُ بفارس، يومئذٍ، كسرى " أبرويز "، فبلغ الخبر مكة، فشقَّ ذلك على رسول الله ﷺ والمؤمنين ؛ لأنَّ
٣٢٩


الصفحة التالية
Icon