سورة يس
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٣٣
بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الحق جلّ جلاله :﴿يس﴾ أيها السيد المفخم، والمجيد المعظم، ﴿و﴾ حق ﴿القرآن الحكيم﴾ المحكم ﴿إِنك لمن المرْسلين﴾ وفي الحديث :" إن الله تعالى سمّاني في القرآن بسبعة أسماء : محمد، وأحمد، وطه، ويس، والمزّمّل، والمدّثر، وعبد الله "، قيل : ولا تصح الاسمية في يس ؛ لإجماع القراء السبعة على قراءتها ساكنة، على أنها حروف هجاء محكية، ولو سمي بها لأعربت غير مصروفة، كهابيل وقابيل، ومثلها " طس " و " حم " كما قال الشاعر :١٣٥
لما سمى بها السورة
فهلا تلى حميمَ قبل التكلم
فدلَّ على أنها حروف حال التلاوة. نعم قد قُرىء " يسُ " بضم النون، ونصبها، خارج السبعة، وعلى ذلك تخرج بأن اللفظ اسم للسورة، كأنه قال : اتل يس، على النصب، وعلى أنها اسم من أسمائه ﷺ، وتوجه في قراءة الضم على النداء. هـ. قلت والظاهر إنها حروف مختصرة من السيد، على طريق الرمز بين الأحباء، إخفاء عن الرقباء.
ثم أقسم على رسالته، ردّاً على مَن أنكره بقوله :﴿والقرآنِ الحكيمِ﴾ أي : ذي الحكمة البالغة، أو : المحكم الذي لا ينسخه كتاب، أو : ذي كلام حكيم، فوصف بصفة المتكلم به، ﴿إِنك لَمِنَ المرسلين﴾ مِن أعظمهم وأجلِّهم. وهو ردٌّ على مَن قال من الكفار :﴿لَسْتَ مُرْسَلاً﴾ [الرعد : ٤٣]. ﴿على صراطٍ مستقيمٍ﴾ أي : كائناً على طريق مستقيم، يوصل مَن سلكه إلى جوار الكريم، فهو حال من المستكن في الجار والمجرور. وفائدته : وصف الشرع بالاستقامة صريحاً، وإن دلَّ عليه :﴿إِنك لمن المرسلين﴾ التزاماً، أو : خبر ثان لإن. والله تعالى أعلم.