سورة غافر
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٥
يقول الحق جلّ جلاله :﴿حم﴾ أي : يا محمد. فاقتصر على بعض الحروف، ستراً عن الوشاة، كعادة العُشاق في ذكر محبوبهم، يرمزون إليه ببعض حروفه. وقال ابن عطية : سأل أعرابي النبيَّ ﷺ عن " حم " ما هو ؟ فقال :" بدء أسماء وفواتح سور " وفي حديث :" إذا بُيتّم فقولوا : حم لا يُنصرون " قال أبو عبيد : كأن المعنى : اللهم لا ينصرون. قلت : لا يبعد أن يكون توسل بحبيب الله على هزم الأعداء. وعن ابن عباس :(أنه اسم الله الأعظم). هـ. وكأنه مختصر من " حي قيوم ".
﴿تنزيلُ الكتاب﴾ أي : هذا تنزيل القرآن ﴿من الله العزيزِ العليم﴾ أي : العزيز بسلطانه، الغالب على أمره، العليم بمَن صدّق به وكذّب. وهو تهديد للمشركين، وبشارة للمؤمنين. والتعرُّض لوصفي العزة والعلم للإيذان بظهور أثريهما في الكتاب ؛ لظهوره عزِه وعز مَن تمسّك به، ولاشتماله على علوم الأولين والآخرين.
﴿غافر الذنبِ﴾ أي : ساتر ذنب المؤمنين ؛ ﴿وقابلِ التَّوْبِ﴾ وقابل توبةَ الراجعين ﴿شديدِ العقاب﴾ للمخالفين، ﴿ذي الطَّوْلِ﴾ على العارفين، أي : الفضل التام على العارفين، أو : ذي الغنى عن الكل. وعن ابن عباس :(غافر الذنب، وقابل التوب، لمَن قال :" لا إله إلا الله " شديد العقاب لمَن لم يقل لا إله إلا الله).
٢٨٦