سورة فصلت
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٨
قلت :﴿تنزيل﴾ : خبر عن مضمر، أي : هذا تنزيل. و ﴿كتاب﴾. بدل من ﴿تنزيل﴾، أو : خبر بعد خبر، و ﴿تنزيل﴾ : مبتدأ. و ﴿من الرحمن﴾ : صفة، و ﴿كتاب﴾. خبره، و ﴿قرآناً﴾ : منصوب على الاختصاص والمدح، أو : حال، أي : فُصِّلت آياته في حال كونه قرآناً. و ﴿لقوم﴾ : متعلق بفُصِّلت، أو : صفة، مثل ما قبله وما بعده، أي : قرآناً عربياً كائناً لقوم يعلمون. و ﴿بشيراً ونذيراً﴾ : صفتان لـ " قرآناً ".
يقول الحق جلّ جلاله :﴿حم﴾ ؛ يا محمد هذا ﴿تنزيلٌ﴾، قاله القشيري : أي : بحقي وحياتي ومجدي في ذاتي وصفاتي، هذا تنزيلٌ ﴿من الرحمن الرحيم﴾. ونسبة التنزيل إلى الرحمن الرحيم للإيذان بأنه نزل للمصالح الدينية والدنيوية، واقع بمقتضى الرحمة الربانية، حسبما ينبىء عنه قوله تعالى :﴿وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء : ١٠٧]، ﴿كتاب فُصّلت آياتُه﴾ ؛ مُيزت وجُعلت تفاصيل في أساليب مختلفة، ومعانٍ متغايرة ؛ من أحكام، وتوحيد، وقصص، ومواعظ، ووعد، ووعيد وغير ذلك،
٣٢٩
﴿قرآناً عربياً﴾ أي : أعني قرآناً بلسان العرب كائناً ﴿لقوم يعلمون﴾ معانيه، ويتدبّرون في آياته ؛ لكونه على لسانهم، أو : لأهل العلم والنظر ؛ لأنهم المنتفعون به.
﴿بشيراً ونذيراً﴾ ؛ بشيراً لأهل الطاعة، ونذيراً لأهل المعصية، ﴿فأعْرَض أكثرُهم﴾ عن الإيمان به والتدبُّر في معانيه مع كونه على لغتهم، ﴿فهم لا يسمعون﴾ سماع تفكُّر وتأمُّل، حتى يفهموا جلالة قدره ؛ فيؤمنوا به.


الصفحة التالية
Icon