سورة عبس
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٣٦
يقول الحق جلّ جلاله :﴿عَبَسَ﴾ أي : كلح ﴿وتَوَلَّى﴾ ؛ أعرض ﴿أن جاءه﴾ أي : لأن جاءه ﴿الأعمَى﴾، وهو عبدالله ابن أمِّ مكتوم، وأمُّ مكتوم : أمُّ أبيه، وأبوه : شريح بن مالك بن ربيعة الفهري، وذلك أنه أتى رسولَ الله ﷺ وعنده صناديد قريش، عُتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، يدعوهم إلى الإسلام، رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرُهم، فقال : يا رسول الله، علِّمني مما علمك الله، وكرر ذلك، وهو لا يعلم تشاغله ﷺ بالقوم، فَكَرِه رسولُ الله ﷺ قطعه لكلامه، وعبس وأعرض عنه، فنزلت، فكان رسول الله ﷺ يُكرمه، ويقول إذا رأه :" مرحباً بمَن عاتبني فيه ربي "، ويقول :" هل لك من حاجة "، واستخلفه على المدينة مرتين.