سورة العاديات
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٠
يقول الحق جلّ جلاله :﴿والعادياتِ ضَبْحاً﴾، أقسم تعالى بخيل الغزاة تعدو فتضبَح، والضبح : صوت أنفاسها إذا عَدَون، وحكى صوتها ابنُ عباس، فقال : أحْ، أحْ. وانتصاب " ضبحاً " على المصدر، أي : يضبحن ضبحاً، أو : بالعاديات، فإنَّ العَدْو يستلزم الضبح، كأنه قيل : والضابحات ضبحاً، أو : حال، أي : ضابحات. ﴿فالمُورِيات قَدْحاً﴾، الإيراء : إخراج النار، والقدح : الصكّ، يقال : قدح فأوْرى، أي : فالتي تُوري النارَ من حوافرها عند العَدْو. وانتصاب " قدحاً " كانتصاب ضبحاً. ﴿فالمُغيراتِ﴾ التي تغير على العدوّ، ﴿صُبْحاً﴾ أي : وقت الصبح، وهو المعتاد في الغارات، يعدون ليلاً لئلا يشعر بهم العدو، ويهجمون عليهم صباحاً ليروا ما يأتون وما يذرون. وإسناد الإغارة ـ التي هي متابعة العدو، والنهب والقتل والأسر ـ إلى الخيل، وهي حال الراكب عليها، إيذاناً بأنها العمدة في إغارتهم.