سورة الهمزة
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٥١
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ويلٌ لكل هُمَزَةٍ لُمزةٍ﴾، " ويل " : مبتدأ، و " لكل " : خبره، والمُسوِّغ : الدعاء عليهم بالهلاك، أو بشدة الشر، والهَمْز : الكسر، واللمز : الطعن، أي : ويل للذي يحط الناس ويُصغِّرهم، ويشتغل بالطعن فيهم. قال ابن جزي : هو على الجملة : الذي يعيب الناسَ ويأكل أعراضَهم، واشتقاقه من الهمز واللمز، وصيغة فعْلَة للمبالغة، واختلف في الفرق بين الكلمتين، فقيل : الهمز في الحضور، واللمز في الغيبة، وقيل العكس، وقيل : الهمز باليد، واللمز باللسان. وقيل : هما سواء. ونزلت السورة في الأخنس بن شريق، لأنه كان كثير الوقيعة في الناس، وقيل : في آميّة بن خلف، وقيل : في الوليد بن المغيرة. ولفظها مع ذلك يعم كل مَن اتصف بهذه الصفة. هـ. وبناء " فُعَلة " يدل أن ذلك عادة منه مستمرة.


الصفحة التالية
Icon