سورة قريش
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٥٦
قلت :(لإيلافِ) : متعلق بقوله :" فليعبدوا "، والفاء لِما في الكلام من معنى الشرط، إذ المعنى : أنَّ نعم الله تعالى على قريش غير محصورة، فإن لم يَعبدوا لسائر نِعَمه فليعبدوا لإيلافهم الرحلتين، وجاز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها ؛ لانها زائدة غير عاطفة، ولو كانت عاطفة لم يجز التقديم، وقيل : يتعلق بمُضمر، أي : فعلنا من إهلاك أصحاب الفيل لإيلاف قريش، وقيل : بما قبله من قوله :﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (٥)﴾ [الفيل : ٥]، ويؤيده : أنهما في مصحف " أُبيّ " سورة واحدة بلا فصل، والمعنى : أهلك مَن قصدهم مِن الحبشة ليتسامع الناس بذلك ؛ فيتهيبوا لهم زيادة تهيُّب، ويحترموهم فضل احترام، حتى يتنظم لهم الأمن في رحلتيهم.