" صفحة رقم ٤١٥ "
( سورة يوسف ـ عليه السلام ـ)
مكية ( إلا الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٧ فمدنية )
وهي مائة وإحدى عشرة آية ( نزلت بعد سورة هود )
) الر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَاذَا الْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (
يوسف :( ١ ) الر تلك آيات.....
) تِلْكَ ( إشارة إلى آيات السورة. و ) الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( السورة، أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب وتبكيتهم. أو التي تبين لمن تدبرها أنها من عند الله لا من عند البشر. أو الواضحة التي لا تشتبه على العرب معانيها لنزولها بلسانهم. أو قد أبين فيها ما سألت عنه اليهود من قصة يوسف. فقد روي أن علماء اليهود قالوا لكبراء المشركين : سلوا محمداً لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ؟ وعن قصة يوسف ) أَنزَلْنَاهُ ( أنزلنا هذا الكتاب الذي فيه قصة يوسف في حال كونه ) قُرْءاناً عَرَبِيّاً ( وسمى بعض القرآن قرآناً، لأنّ القرآن اسم جنس يقع على كله وبعضه ) لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( إرادة أن تفهموه وتحيطوا بمعانيه ولا يلتبس عليكم ) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءايَاتُهُ ( ( فصلت : ٤٤ ). ) الْقَصَصُ ( على وجهين : يكون مصدراً بمعنى الاقتصاص، تقول : قصّ الحديث يقصه قصصاً، كقولك : شله يشله شللاً، إذا طرده. ويكون ( فعلا ) بمعنى ( مفعول ) كالنفض والحسب. ونحوه النبأ والخبر : في معنى المنبأ به والمخبر به. ويجوز أن يكون من تسمية المفعول بالمصدر، كالخلق والصيد. وإن أريد المصدر، فمعناه : نحن نقص عليك أحسن القصص ) بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَاذَا الْقُرْءانَ ( أي بإيحائنا إليك هذه السورة، على أن يكون أحسن منصوباً نصب المصدر، لإضافته إليه، ويكون المقصوص محذوفاً ؛ لأنّ قوله :) بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَاذَا الْقُرْءانَ ( مغن عنه. ويجوز أن ينتصب هذا القرآن بنقصّ، كأنه قيل : نحن نقص عليك أحسن الاقتصاص هذا القرآن بإيحائنا إليك. والمراد بأحسن الاقتصاص : أنه اقتصّ على أبدع طريقة وأعجب أسلوب. ألا ترى أنّ هذا الحديث مقتص في كتب الأولين وفي كتب التواريخ، وألا ترى اقتصاصه في كتاب منها مقارباً لاقتصاصه في القرآن. وإن أريد بالقصص المقصوص. فمعناه : نحن نقص عليك أحسن ما يقص من الأحاديث، وإنما كان أحسنه لما يتضمن من العبر والنكت