" صفحة رقم ١٥٢ "
( سورة المؤمن )
مكية. قال الحسن : إلاّ قوله وسبح بحمد ربك ؛ لأن الصلوات نزلت بالمدينة
وقد قيل في الحواميم كلها أنها مكيات عن ابن عباس وابن الحنفية
وهي خمس وثمانون آية، وقيل : ثنتان وثمانون

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (
غافر :( ١ ) حم
قرىء بإمالة ألف ( حا ) وتفخيمها، وبتسكين الميم وفتحها. ووجه الفتح : التحريك لالتقاء الساكنين، وإيثار أخف الحركات، ونحو أين وكيف أو النصب بإضمار اقرأ ومنع الصرف للتأنيث والتعريف أو للتعريف وأنها على زنة أعجمي نحو قابيل وهابيل. والتوب والثوب والأوب : أخوات في معنى الرجوع والطول والفضل والزياد. يقال : لفلان على فلان طول، والإفضال. يقال : طال عليه وتطوّل، إذا تفضل. فإن قلت : كيف اختلفت هذه الصفات تعريفاً وتنكيراً، والموصوف معرفة يقتضي أن يكون مثله معارف ؟ قلت : أمّا غافر الذنب وقابل التوب فمعرفتان ؛ لأنه لم يرد بهما حدوث الفعلين، وأنه يغفر الذنب ويقبل التوب الآن. أو غداً حتى يكونا في تقدير الانفصال، فتكون إضافتهما غير حقيقية ؛ وإنما أريد ثبوت ذلك ودوامه، فكان حكمهما حكم إلاه الخلق ورب العرش. وأما شديد العقاب فأمره مشكل، لأنه في تقدير : شديد عقابه لا ينفك من هذا التقدير،


الصفحة التالية
Icon