" صفحة رقم ٤٧٠ "
( سورة الحديد )
مدنية، وهي تسع وعشرون آية ( نزلت بعد الزلزلة )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) سَبَّحَ للَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ يُحْىِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الاٌّ وَّلُ وَالاٌّ خِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الاٌّ رْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الاٍّ مُورُ يُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (
الحديد :( ١ ) سبح لله ما.....
جاء في بعض الفواتح ) سَبِّحِ ( على لفظ الماضي، وفي بعضها على لفظ المضارع، وكل واحد منهما معناه : أنّ من شأن من أسند إليه التسبيح أن يسبحه، وذلك هجيراه وديدنه، وقد عدى هذا الفعل باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله تعالى :( وتسبحوه ) وأصله : التعدي بنفسه، لأنّ معنى سبحته : بعدته عن السوء، منقول من سبح إذا ذهب وبعد، فاللام لا تخلو إما أن تكون مثل اللام في : نصحته، ونصحت له، وإما أن يراد بسبح لله : أحدث التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصاً، ) مَا فِى السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ( ما يتأتى منه التسبيح ويصح. فإن قلت : ما محل ) يُحْىِ ( ؟ قلت : يجوز أن لا يكون له محل، ويكون جملة برأسها ؛ كقوله :) لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ ( ( البقرة : ١٠٧ ) وأن يكون مرفوعاً على : هو يحيي ويميت، ومنصوباً حالاً من المحرور في ( له ) والجار عاملاً فيها. ومعناه : يحيي النطف والبيض والموتى يوم القيامة ويميت الأحياء ) هُوَ الاْوَّلُ ( هو القديم الذي كان قبل كل شيء ) وَالاْخِرُ ( الذي يبقى بعد هلاك كل شيء ) وَالظَّاهِرُ ( بالأدلة الدالة عليه ) وَالْبَاطِنُ ( لكونه غير مدرك بالحواس. فإن قلت : فما


الصفحة التالية
Icon