" صفحة رقم ٦٥٩ "
( سورة القيامة )
مكية، وآياتها ٤٠ ( نزلت بعد القارعة )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْألُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (
القيامة :( ١ ) لا أقسم بيوم.....
إدخال ( لا ) النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم قال امرؤ القيس : لاَ وَأَبِيك ابْنَةَ الْعَامِرِي
لاَ يَدَّعِى الْقَوْمُ أَنِّي أقِرّ
وقال غوثة بن سلمى : أَلاَ نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمال
لِتَخْزُنَني فَلاَ بِكِ ما أُبَالِي
وفائدتها توكيد القسم، وقالوا إنها صلة مثلها في ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) وفي قوله : في بئْرِ لاحورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ ;
واعتراضوا عليه بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوّله، وأجابوا بأنّ القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض، والاعتراض صحيح ؛ لأنها لم تقع مزيدة إلا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد. ألا ترى إلى امرىء القيس كيف زادها في مستهل قصيدته. والوجه أن يقال : هي للنفي. والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاماً له يدلك عليه قوله تعالى :) فَلاَ أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ


الصفحة التالية
Icon