" صفحة رقم ٦٦٦ "
( سورة الإنسان )
مدنية، ورياتها ٣١ ( نزلت بعد الرحمن

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً (
الإنسان :( ١ ) هل أتى على.....
هل بمعنى ( قد ) في الاستفهام خاصة، والأصل : أهل، بدليل قوله : أَهَلْ رَأَوْنَا بِسَفْعِ الْقَاعِ ذِي الأكمِ ;
فالمعنى : أقد أتى ؟ على التقرير والتقريب جميعاً، أي : أتى على الإنسان قبل زمان قريب ) حِينٌ مّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن ( فيه ) شَيْئاً مَّذْكُوراً ( أي كان شيئاً منسياً غير مذكور نطفة في الأصلاب والمراد بالإنسان : جنس بني آدم، بدليل قوله :) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ ( ( الإنسان : ٢ ) ؟ قلت : محله النصب على الحال من الإنسان، كأنه قيل : هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكور. أو الرفع على الوصف لحين، كقوله :) يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ ( ( لقمان : ٣٣ )، وعن بعضهم : أنها تليت عنده فقال : ليتها تمت، أراد : ليت تلك الحالة تمت، وهي كونه شيئاً غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف.
) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (
الإنسان :( ٢ ) إنا خلقنا الإنسان.....
) نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ ( كبرمة أعشار، وبرد أكياش : وهي ألفاظ مفردة غير جموع، ولذلك وقعت صفات للأفراد. ويقال أيضاً : نطفة مشج، قال الشماخ :


الصفحة التالية
Icon