" صفحة رقم ٦٨٤ "
( سورة عمَّ يتساءلون )
مكية، وتسمى سورة النبإ، وهي أربعون، أو إحدى وأربعون آية
( نزلت بعد المعارج )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (
النبأ :( ١ ) عم يتساءلون
) عَمَّ ( أصله عما، على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر. قال حسان رضي الله عنه : عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمُنِى لَئِيم
كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ
والاستعمال الكثير على الحذف، والأصل : قليل ومعنى هذا الاستفهام : تفخيم الشأن، كأنه قال عن أي شأن يتساءلون ونحوه ما في قولك : زيد ما زيد ؟ جعلته لانقطاع قرينه وعدم نظيره كأنه شيء خفي عليك جنسه فأنت تسأل عن جنسه وتفحص عن جوهره، كما تقول : ما الغول وما العنقاء ؟ تريد : أي شيء هو من الأشياء هذا أصله ؛ ثم جرد العبارة عن التفخيم، حتى وقع في كلام من لا تخفى عليه خافية ) يَتَسَآءَلُونَ ( يسأل بعضهم بعضاً. أو يتساءلون غيرهم من رسول الله ( ﷺ ) والمؤمنين نحو : يتداعونهم ويتراءونهم. والضمير لأهل مكة : كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث، ويتساءلون غيرهم عنه على طريق الاستهزاء ) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ( بيان للشأن المفخم. وعن ابن كثير قرأ ( عمه ) بهاء السكت، ولا يخلو : إما أن يجري الوصل مجرى


الصفحة التالية
Icon