" صفحة رقم ٧٢٦ "
( سورة الانشقاق )
مكية، وآياتها ٢٥ ( نزلت بعد الانفطار )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الاٌّ رْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (
الإنشقاق :( ١ ) إذا السماء انشقت
حذف جواب إذا ليذهب المقدر كل مذهب أو اكتفاء بماعلم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار. وقيل : جوابها ما دلّ عليه ( فملاقيه ) أي إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه. ومعناه : إذا انشقت بالغمام، كقوله تعالى :) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ ( ( الفرقان : ٢٥ )، وعن علي رضي الله عنه : تنشق من المجرّة أذن له : استمع له. ومنه قوله عليه السلام :
( ١٢٧٩ ) ( ما أذن الله لشيء كأذنه لشيء يتغنى بالقرآن وقول حجاف بن حكيم : أَذِنْتُ لَكُمْ لَمَّا سَمِعْتُ هَرِيرَكُمْ ;
والمعنى : أنها فعلت في انقيادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع، كقوله :) أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( ( فصلت : ١١ )، ) وَحُقَّتْ ( من قولك هو محقوق بكذا وحقيق به، يعني : وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع. ومعناه الإيذان بأنّ القادر الذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك ) مُدَّتْ ( من مدّ الشيء فامتدّ : وهو أن تزال جبالها وآكلمها وكل أمت فيها،


الصفحة التالية
Icon