" صفحة رقم ٧٣٠ "
( سورة البروج )
مكية، وآياتها ٢٢ ( نزلت بعد الشمس )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (البروج :( ١ ) والسماء ذات البروج
هي البروج الاثنا عشر، وهي قصور السماء على التشبيه. وقيل :) الْبُرُوجِ ( النجوم التي هي منازل القمر. وقيل : عظام الكواكب. سميت بروجاً لظهورها. وقيل : أبواب السماء ) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ( يوم القيامة ) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ( يعني وشاهد في ذلك اليوم ومشهود فيه والمراد بالشاهد : من يشهد فيه من الخلائق كلهم ؛ وبالمشهود : ما في ذلك اليوم من عجائبه وطريق تنكيرهما : إما ما ذكرته في قوله :) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ( ( التكوير : ١٤ ) كأنه قيل : وما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود. وإما الإبهام في الوصف، كأنه قيل : وشاهد مشهود لا يكتنه وصفهما. وقد اضطربت أقاويل المفسرين فيهما ؛ فقيل : الشاهد والمشهود : محمد ( ﷺ )، ويوم القيامة. وقيل : عيسى وأمّته. لقوله :) وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ( ( المائدة : ١١٧ )، وقيل : أمّة محمد، وسائر الأمم : وقيل : يوم التروية، ويوم عرفة، وقيل : يوم عرفة، ويوم الجمعة. وقيل الحجر الأسود والحجيج وقيل الأيام والليالي وبنو آدم وعن الحسن ما من يوم إلا وينادى : إني يوم جديد وإني على ما يعمل فيّ شهيد ؛ فاغتنمني، فلو غابت شمس لم تدركني إلى يوم القيامة ؛ وقيل : الحفظة وبنو آدم. وقيل : الأنبياء ومحمد عليه السلام.
) قُتِلَ أَصْحَابُ الاٍّ خْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ (
البروج :( ٤ ) قتل أصحاب الأخدود
فإن قلت : أين جواب القسم ؟ قلت : محذوف يدل عليه قوله :) قُتِلَ أَصْحَابُ الاْخْدُودِ ( كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أنهم ملعونون، يعني كفار قريش كما لعن أصحاب الأخدود ؛ وذلك أن السورة وردت في تثبيت المؤمنين وتصبيرهم على أذى أهل مكة، وتذكيرهم بما جرى على من تقدّمهم : من التعذيب على الإيمان. وإلحاق أنواع الأذى،