" صفحة رقم ٧٦٦ "
( سورة الليل )
مكية، وآياتها ٢١ ( نزلت بعد الأعلى )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاٍّ نثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (
الليل :( ١ ) والليل إذا يغشى
المغشي : إما الشمس من قوله :) وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ( ( الشمس : ٤ ) وإما النهار من قوله :) يَغْشَى وَسَخَّر لَكُمُ ( ( الرعد : ٣ ) وإما كلّ شيء يواريه بظلامه من قوله :) إِذَا وَقَبَ ( ( الفلق : ٣ ). ) تَجَلَّى ( ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس ) وَمَا خَلَقَ ( والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل : هما آدم عليه السلام وحواء. وفي قراءة النبي ( ﷺ ) :( والذكر والأنثى ). وقرأ ابن مسعود :( والذي خلق الذكر والأنثى ). وعن الكسائي :( وما خلق الذكر والأنثى بالجرّ على أنه بدل من محل ) مَا خَلَقَ ( البقرة : ٢٨٨ ) بمعنى : وما خلقه الله، أي : ومخلوق الله الذكر والأنثى. وجاز إضمار اسم الله لأنه معلوم لانفراده بالخلق. إذ لا خالق سواه. وقيل : إنّ الله لم يخلق خلقاً من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى، وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل، معلوم بالذكورة أو الأنوثة ؛ فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكراً ولا أنثى، ولقد لقى خنثى مشكلاً : كان حانثاً ؛ لأنه في الحقيقة إمّا ذكراً أو أنثى، وإن كان مشكلاً عندنا ) شَتَّى ( جمع شتيت، أي : إنّ مساعيكم أشتات مختلفة، وبيان اختلافهما فيما فصل على أثره.
) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (
الليل :( ٥ ) فأما من أعطى.....
) أَعْطَى ( يعني حقوق ماله ) وَاتَّقَى ( الله فلم يعصه ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ( بالخصلة الحسنى : وهي الإيمان. أو بالملة الحسنى : وهي ملة الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى : وهي الجنة ) فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَى ( فسنهيؤه لها من يسر الفرس للركوب إذا أسرجها وألجمها. ومنه قوله عليه السلام :


الصفحة التالية
Icon