" صفحة رقم ٧٨٨ "
( سورة البيّنة )
مكية، وقيل : مدنية، وآياتها ٨ ( نزلت بعد الطلاق )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَواةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَائِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَائِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ (البينة :( ١ ) لم يكن الذين.....
كان الكفار من الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأصنام يقولون قبل مبعث النبي ( ﷺ ) : لا ننفك مما نحن عليه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والإنجيل، وهو محمد ( ﷺ )، فحكى الله تعالى ما كانوا يقولونه ثم قال :) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ( يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق : إذا جاءهم الرسول، ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرّهم على الكفر إلاّ مجيء الرسول ( ﷺ ) ؛ ونظيره في الكلام أن يقول الفقير الفاسق لمن يعظه : لست بمنفك مما أنا فيه حتى يرزقني الله الغنى، فيرزقه الله الغنى فيزداد فسقاً، فيقول واعظه : لم تكن منفكاً عن الفسق حتى توسر، وما غمست رأسك في الفسق إلاّ بعد اليسار : يذكره ما كان يقوله توبيخاً وإلزاماً. وانفكاك الشيء من الشيء. أن يزايله بعد التحامه به، كالعظم إذا انفك من مفصله ؛ والمعنى : أنهم متشبثون بدينهم ولا يتركونه إلاّ عند مجيء البينة. و ) الْبَيّنَةُ ( الحجة الواضحة. و ) رَّسُولٍ ( بدل من البينة. وفي قراءة عبد الله :( رسولا ) حالاً من البينة ) صُحُفاً ( قراطيس ) مُّطَهَّرَةٍ ( من الباطل ) فِيهَا كُتُبٌ ( مكتوبات ) قَيّمَةٌ ( مستقيمة ناطقة بالحق والعدل ؛ والمراد بتفرقهم : تفرقهم عن الحق وانقشاعهم عنه. أو تفرقهم فرقاً ؛ فمنهم من آمن، ومنهم من أنكر، وقال : ليس به ؛ ومنهم من عرف وعاند. فإن قلت : لم