" صفحة رقم ٧٩٠ "
( سورة الزلزلة )
مدنية وقيل : مكية، وآياتها ٨ ( نزلت بعد النساء )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) إِذَا زُلْزِلَتِ الاٌّ رْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (الزلزلة :( ١ ) إذا زلزلت الأرض.....
(زلزالها ) قرىء : بكسر الزاي وفتحها ؛ فالمكسور : مصدر، والمفتوح : اسم ؛ وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلاّ في المضاعف. فإن قلت : ما معنى زلزالها بالإضافة ؟ قلت : معناه زلزالها الذي تستوجبه في الحكمة ومشيئة الله، وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده. ونحوه قولك : أكرم التقيّ إكرامه، وأهن الفاسق إهانته، تريد : ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة أو زلزالها كله وجميع ما هو ممكن منه. الأثقال : جمع ثقل. وهو متاع البيت، وتحمل أثقالكم جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها ) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا ( زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها ؛ وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء، فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع، كما يقولون :( من بعثنا من مرقدنا ). وقيل : هذا قول الكافر ؛ لأنه كان لا يؤمن بالبعث ؛ فأما المؤمن فيقول : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. فإن قلت : ما معنى تحديث الأرض والإيحاء لها ؟ قلت : هو مجاز عن إحداث الله تعالى فيها من الأحوال ما يقوم مقام التحديث باللسان، حتى ينظر من يقول ما لها إلى تلك الأحوال، فيعلم لم زلزلت ولم لفظت الأموات ؟ وأنّ هذا ما كانت الأنبياء ينذرونه ويحذرون منه. وقيل : ينطقها الله على الحقيقة. وتخبر بما عمل عليها من خير وشرّ. وروي عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٣٣١ ) ( تشهد على كل أحد بما عمل على ظهرها ). فإن قلت :( إذ، ويومئذ ) :