" صفحة رقم ٨١٥ "
الشياطين، وبرىء من الشرك ويعافي من الفزع الأكبر ).
( سورة النصر )
نزلت بمنى في حجة الوداع، فتعد مدنية، وهي آخر من نزل من السور
وآياتها ٣ ( نزلت بعد التوبة )

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

) إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوابَا (
النصر :( ١ ) إذا جاء نصر.....
) إِذَا جَاء ( منصوب بسبح، وهو لما يستقبل. والاعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوّة. روى أنها نزلت في أيام التشريق بمنى في حجة الوداع. فإن قلت : ما الفرق بين النصر والفتح حتى عطف عليه ؟ قلت : النصر الإغاثة والإظهار على العدوّ. ومنه : نصر الله الأرض غاثها. والفتح : فتح البلاد والمعنى نصر رسول الله ( ﷺ ) على العرب أو على قريش وفتح مكة وقيل : جنس نصر الله للمؤمنين وفتح بلاد الشرك عليهم. وكان فتح مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان، ومع رسول الله ( ﷺ ) عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب، وأقام بها خمس عشرة ليلة، ثم خرج إلى هوازن، وحين دخلها
( ١٣٥٦ ) وقف على باب الكعبة، ثم قال :( لا إلاه إلاّ الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )، ثم قال :( يا أهل مكة، ما ترون أني فاعل بكم ؟ ) قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ). قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء، فأعتقهم رسول الله ( ﷺ )، وقد كان الله تعالى أمكنه من رقابهم عنوة، وكانوا له فيئاً، فلذلك سمى


الصفحة التالية
Icon