٥١٩
سورة الأعراف
مكية وهي مائتان وست آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الأعراف ١ - ٣
قوله تعالى " المص " قال ابن عباس يعني أنا الله أعلم وأفصل معناه أعلم بأمور الخلق وأفصل الأحكام والأمور والمقادير فليس لي شريك في تدبير الخلق ويقال معناه أنا الله المصور ويقال أنا الله الناصر ويقال أنا الله الصادق
وروى معمر عن قتادة قال إنه اسم من أسماء القرآن ويقال وهو قسم " كتاب أنزل إليك " يعني أن هذا الكتاب أنزل إليك يا محمد " فلا يكن في صدرك حرج منه " أي فلا يقعن في قلبك شك منه يعني من القرآن أنه من الله تعالى والخطاب للنبي ﷺ والمراد به غيره كقوله " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتب من قبلك " يونس ٩٤ ويقال " فلا يكن في صدرك حرج منه " يعني فلا يضيقن صدرك بتكذيبهم كقوله تعالى " لعلك بخع نفسك إلا يكونوا مؤمنين " الشعراء ٣٠ والحرج في اللغة هو الضيق
ثم قال " لتنذر به " على معنى التقديم يعني كتاب أنزلناه إليك لتنذر به يعني لتخوف بالقرآن أهل مكة " وذكرى للمؤمنين " يعين عظة للمؤمنين الذين اتبعوك
ثم قال " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم " يعني صدقوا واعملوا بما أنزل علي نبيكم محمد ﷺ من القرن ويقرأه عليكم " ولا تتبعوا من دونه أولياء " يعني ولا تتخذوا من دون الله أربابا ولا تعبدوا غيره
ثم أخبر عنهم فقال " قليلا ما تذكرون " " ما " صلة في الكلام ومعناه قليلا تتعظون يعني أنهم لا يتعظون به شيئا قرأ ابن عامر " يتذكرون " على لفظ المغايبة بالياء وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر " تذكرون " بالتاء على معنى المخاطبة بتشديد الذال والكاف لأن أصله تتذكرون فأدغم إحدى التائين في الذال وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " تذكرون " بتخفيف الذال وإسقاط التشديد للتخفيف
سورة الأعراف ٤


الصفحة التالية
Icon