٥٢٨
سورة الفرقان
مكية وهي سبعون وسبع آية
سورة الفرقان ١ - ٣
قوله الله سبحانه وتعالى " تبارك " قال إبن عباس رضي الله عنه يعني تعالى وتعظم ويقال تفاعل من البركة وهذه لفظة مخصوصة ولا يقال يتبارك كما يقال يتعالى ولا يقال متبارك كما يقال متعال ويقال " تبارك " أي ذو بركة والبركة هي كثرة الخير ويقال أصله من بروك الإبل يقال للواحد بارك وللجماعة برك وكان الإنسان إذا كان له إبل كثيرة وقد بركهن على الباب يقولون فلان ذو بركة ويقولون للذي كان له إبل تحمل إليه الأموال من بلاد أخر فلان ذو بركة فصار ذلك أصلا حتى أنه لو كان له مال سوى الإبل لا يقال فلان ذو بركة قال الله تعالى " تبارك " أي ذو البركة ويقال أصله من الدوام ويقال بارك في موضوع إذا دام فيه ويقال معناه البركة في إسمه وفي الذي ذكر عليه إسمه
ثم قال " الذي نزل الفرقان " يعني أنزل جبريل عليه السلام بالقرآن والفرقان هو المخرج من الشبهات " على عبده " يعني محمدا ﷺ " ليكون للعالمين نذيرا " يعني ليكون القرآن نذيرا للإنس والجن ويقال يعني النبي ﷺ ويقال يعني الله تبارك وتعالى " للعالمين " وأراد ها هنا جميع الخلق وقد يذكر العام ويراد به الخاص من الناس كقوله عز وجل " وأني فضلتكم على العالمين " [ البقرة : ٤٧ - ١٢٢ ] أي على عالمي زمانهم ويذكر ويراد به جميع الخلائق كقوله " رب العالمين " [ الفاتحة : ٢ ]
ثم قال عز وجل " الذي له ملك السموات والأرض " يعني خزائن السموات والأرض ويقال له نفاذ الأمر في السموات والأرض " ولم يتخذ ولدا " ليورثه ملكه " ولم يكن له شريك في الملك " فينازعه في عظمته " وخلق كل شيء " كما ينبغي أن يخلقهم " فقدره تقديرا " يعني بين الصلاح في كل شيء وجعله مقدرا معلوما ويقال كل شيء خلقه من الخلق فقدره تقديرا أي قدر لكل ذكر وأنثى


الصفحة التالية
Icon