٣٠
سورة السجدة
مكية وهي ثلاثون وتسع آيات
سورة السجدة ١ - ٥
قوله تبارك وتعالى " آلم تنزيل الكتاب " يعني المنزل من الله عز وجل القرآن على معنى التقديم
يعني أن هذا الكتاب تنزيل من الله عز وجل و " الكتاب " هو التنزيل
ويقال معناه نزل به جبريل عليه السلام بهذا التنزيل " الكتاب " يعني القرآن " لا ريب فيه " يعني لا شك فيه أنه " من رب العالمين "
فلما نزله جبريل عليه السلام جحده قريش وقالوا إنما يقوله من تلقاء نفسه
فنزل " أم يقولون افتراه " يعني أيقولون اختلقه من ذات نفسه
وقال أهل اللغة فرى يفري إذا قطعه للإصلاح وأفرى يفري إذا قطعه للاستهلاك
فأكذبهم الله عز وجل فقال " بل هو الحق من ربك " يعني القرآن
ولو لم يكن من الله عز وجل لم يكن حقا وكان باطلا ويقال " بل هو الحق من ربك " يعني نزل من عند ربك " لتنذر قوما " يعني كفار قريش " ما أتاهم من نذير من قبلك " يعني لم يأتهم في عصرك ولكن أتاهم من قبل لأن الأنبياء المتقدمين عليهم السلام كانوا إلى جميع الناس
ويقال معناه لم يشاهدوا نذيرا قبلك وإنما الإنذار قد كان سبق لأنه قال " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " [ الإسراء ١٥ ] وقد سبق الرسل
ويقال " ما آتاهم من نذير من قبلك " يعني من قومهم من قريش
ثم قال " لعلهم يهتدون " يعني يهتدون من الضلالة وأصل الإنذار هو الإعلام يقال أنذر العدو إذا أعلمه
ثم دل على نفسه بصنعه فقال عز وجل " الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما " من السحاب والرياح وغيره " في ستة أيام " ولو شاء خلقها في ساعة واحدة لفعل ولكنه خلقها في ستة أيام ليدل على التأني
ويقال خلقها في ستة أيام لتكون الأيام أصلا عند الناس " ثم استوى على العرش " فيها تقديم يعني خلق العرش قبل السموات
ويقال علا فوق العرش


الصفحة التالية
Icon