٧٣
أبت ثم أمره أن يعرض على ولده فعرض عليه فقبله بالشرط " إنه كان ظلوما جهولا " لعاقبة ما تقلده يعني المتقبل الذي تقبله
وروى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال " الأمانة " ثلاث في الصلاة والصيام والجنابة
ثم قال عز وجل " ليعذب الله المنافقين والمنافقات " يعني عرضنا الأمانة على الإنسان لكي يعذب الله المنافقين والمنافقات " والمشركين والمشركات " بما خانوا الأمانة " ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات " بما أوفوا الأمانة " وكان الله غفورا رحيما " " وكان " صلة في الكلام يعني والله غفور لذنوب المؤمنين رحيم بهم
وروى سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش قال قال أبي بن كعب كانت سورة الأحزاب لتقارب سورة البقرة أو أطول منها وكان فيها آية الرجم قلت يا أبا المنذر وما آية الرجم فقال إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله العزيز الحكيم والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وسلم
٧٤
سورة سبأ
مكية وهي خمسون وأربع آيات
سورة سبأ ١ - ٢
قول الله تعالى " الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض " من الخلق " وله الحمد في الآخرة " يعني يحمده أهل الجنة
ويقال يحمدونه في ستة مواضع أحدهما حين نودي " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " [ يس ٥٩ ] فإذا تميز المؤمنون من الكافرين يقولون " الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين " [ المؤمنون ٢٨ ] كما قال نوح عليه السلام حين أنجاه الله عز وجل من قومه
والثاني حين جازوا الصراط قالوا " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " [ فاطر ٣٤ ]
والثالث لما دنوا إلى باب الجنة واغتسلوا بماء الحيوان ونظروا إلى الجنة وقالوا " الحمد لله الذي هدانا لهذا " [ الأعراف ٤٣ ]
والرابع لما دخلوا الجنة استقبلتهم الملائكة عليهم السلام بالتحية فقالوا " الحمد لله الذي صدقنا وعده " [ الزمر ٧٤ ] الآية
والخامس حين استقروا في منازلهم وقالوا " الحمد لله الذي أحلنا دار المقامة من فضله " [ فاطر ٣٤، ٣٥ ]
والسادس كلما فرغوا من الطعام قالوا " والحمد لله رب العالمين " [ الفاتحة ١ ] وقال بعضهم أنا الذي أتوجب الحمد في الآخرة كما استوجب الحمد في الدنيا ثم قال " وهو الحكيم الخبير " يعني حكم بالبعث " الخبير " يعني العليم
ثم قال عز وجل " يعلم ما يلج في الأرض " يعني ما يدخل في الأرض من المطر والأموات والطيور والكنوز " وما يخرج منها " من النبات والكنوز والميت " وما ينزل من السماء " من مطر أو وحي أو رزق أو مصيبة " وما يعرج فيها " يعني يصعد إلى السماء من الملائكة وأعمال بني آدم " وهو الرحيم " بخلقه " الغفور " بتأخير العذاب عنهم
سورة سبأ ٣


الصفحة التالية
Icon