٢٨١
سورة محمد
مكية وهي ثلاثون وثمان آيات
سورة محمد ١ - ٣
قوله تبارك تعالى " الذين كفروا " يعني جحدوا بتوحيد الله تعالى وبالقرآن " وصدوا عن سبيل الله " يعني صرفوا الناس عن دين الله ويقال صرفوا الناس عن طاعة الله وهو الجهاد " أضل أعمالهم " يعني أبطل الله حسناتهم التي عملوا في الدنيا لأنهم عملوا بغير إيمان وكل عمل يكون بغير إيمان فهو باطل كما قال في آية أخرى " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين " [ آل عمران ٨٥ ] الآية
قال الكلبي نزلت في مطعمي بدر وهم رؤساء مكة الذين كانوا يطعمون الناس في حال خروجهم إلى بدر منهم أبو جهل والحارث بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبي وأمية ابنا خلف ومنبه ونبيه ابنا الحجاج وغيرهم
ويقال هذا في عامة الكفار
وهذا كقوله " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة " [ النور ٣٩ ] الآية
وروى مجاهد عن ابن عباس قال " الذين كفروا " هم أهل مكة " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " هم الأنصار " الذين آمنوا " يعني صدقوا بالله تعالى وبمحمد ﷺ وبالقرآن " وعملوا الصالحات " يعني أدوا الفرائض والسنن وهم أصحاب النبي ﷺ ومن كان في مثل حالهم " وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم " يعني صدقوا بما أنزل جبريل على محمد ﷺ وهو الحق وليس فيه باطل ولا تناقض " كفر عنهم سيئاتهم " يعني محا عنهم ذنوبهم التي عملوا في الشرك بإيمانهم بمحمد ﷺ وطاعتهم لله تعالى فيما يأمرهم به من الجهاد " وأصلح بالهم " يعني حالهم
وهذا قول قتادة وقال مقاتل يعني بين أمورهم في الإسلام وعملهم وحالهم حتى يدخلوا الجنة
وروى مجاهد " وأصلح بالهم " يعني شأنهم وقال القتبي " كفر عنهم سيئاتهم " أي سترها " وأصلح بالهم " أي حالهم
ويقال " أصلح بالهم " يعني أظهر الله تعالى أمرهم في الإسلام حتى يقتدى بهم
ثم بين المعنى الذي أحبط أعمال الكافرين وأصلح شأن المؤمنين فقال " ذلك بأن الذين


الصفحة التالية
Icon