٤٢٨
سورة المنافقون
مدنية وهي إحدى عشرة آية
سورة المنافقين ١ - ٤
قول الله تبارك وتعالى " إذا جاءك المنافقون " " إذا " حرف من حروف التوقيت وجوابه قوله " فاحذرهم " وهذا إعلام من الله تعالى بنفاقهم وكذبهم وغرورهم
" قالوا نشهد إنك لرسول الله " يعني يقولون ذلك بلسانهم دون قلوبهم
" والله يعلم إنك لرسوله " من غير قولهم
" والله يشهد " يعني يبين " إن المنافقين لكاذبون " يعني إنهم مصدقون في قولهم ولكنهم كاذبون بأنهم أرادوا به الإيمان
قوله عز وجل " اتخذوا أيمانهم جنة " يعني حلفهم جنة من القتل وقرأ بعضهم " اتخذوا إيمانهم " بكسر الألف بمعنى اتخذوا إظهار الإسلام وتصديقهم سترا لأنفسهم وقراءة العامة " اتخذوا أيمانهم " بالنصب يعني استتروا بالحلف
وكلما ظهر نفاقهم حلفوا كاذبين
ثم قال " فصدوا عن سبيل الله " يعني صرفوا الناس عن دين الله وهو الإسلام
" إنهم ساء ما كانوا يعملون " يعني بئس ما كانوا يعملون حيث أظهروا الإيمان وأسروا الكفر وصدوا الناس عن الإيمان
" ذلك " يعني ذلك الحلف وصرف الناس عن الإيمان " بأنهم آمنوا " يعني أقروا باللسان علانية " ثم كفروا " يعني كفروا في السر
" فطبع على قلوبهم " بالكفر " فهم لا يفقهون " الهدى ولا يرغبون فيه
قوله تعالى " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " يعني المنافقين وهم عبد الله بن أبي بن سلول وكان رجلا جسيما فصيحا يعني يعجبك منظرهم وفصاحتهم
" وإن يقولوا تسمع لقولهم " يعني لتصدقهم فتحسب أنهم محقون
" كأنهم خشب مسندة " قال مقاتل فيها تقديم يقول كأن أجسامهم خشب مسندة بعضها على بعض قائما وإنها لا تسمع ولا تعقل ويقال " خشب مسندة " يعني خشب أسند إلى الحائط ليس فيها أرواح فكذلك المنافقون