٤٣٢
سورة التغابن
مدنية وهي ثماني عشرة آية
سورة التغابن ١ - ٤
قول الله تبارك وتعالى " يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك " يعني له الملك الدائم الذي لا يزول
" وله الحمد " يعني يحمده المؤمنون في الدنيا وفي الجنة كما قال " له الحمد في الأولى والآخرة " [ القصص ٧٠ ] ويقال " له الحمد " يعني هو المحمود في شأنه وهو أهل أن يحمد لأن الخلق كلهم في نعمته
فالواجب عليهم أن يحمدوه
ثم قال " وهو على كل شيء قدير " يعني قادر على ما يشاء
" هو الذي خلقكم " يعني خلقكم من نفس واحدة " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " يعني منكم من يصير كافرا ومنكم من يصير أهلا للإيمان ويؤمن بتوفيق الله تعالى
ويقال منكم من خلقه كافرا ومنكم من خلقه مؤمنا كما قال النبي ﷺ ( ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى )
وإلى هذا ذهب أهل الجبر
ويقال " فمنكم كافر " يعني كافر بأن الله تعالى خلقه وهو كقوله " قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه " [ عبس ١٧ - ١٨ ] وكقوله " أكفرت بالذي خلقك من تراب " [ الكهف ٣٧ ] ويقال " فمنكم كافر " يعني كافر في السر وهم المنافقون " ومنكم مؤمن " وهم المخلصون
ويقال هذا الخطاب لجميع الخلق ومعناه هو الذي خلقكم فمنكم كافر بالله وهم المشركون ومنكم مؤمن وهم المؤمنون يعني استويتم في خلق الله إياكم واختلفتم في أحوالكم فمنكم من آمن بالله ومنكم من كفر
ثم قال " والله بما تعملون بصير " يعني عليم بما تعملون من الخير والشر
ثم قال عز وجل " خلق السموات والأرض بالحق " يعني للحق والحجة والثواب وللعقاب
" وصوركم " يعني خلقكم " فأحسن صوركم " يعني خلقكم على أجمل