٤٥٨
سورة نون والقلم
مكية وهي اثنتان وخمسون آية
سورة نون والقلم ١ - ٦
قول الله تبارك وتعالى " ن والقلم "
قرأ الكسائي ونافع وعاصم في إحدى الروايتين بالإدغام والباقون بإظهار النون وهما لغتان ومعناهما واحد
قال ابن عباس هي السمكة التي تحت الأرضين
وروى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال أول ما خلق الله تعالى من شيء القلم فقال اكتب قال بم أكتب قال اكتب القدر فيجري بما هو كائن إلى قيام الساعة
ثم خلق النون يعني السمكة فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السموات فاضطربت النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال وإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة
وقال سعيد بن جبير والحسن وقتادة النون الدواة وقال قتادة لولا الدواة والقلم ما قام لله دين ولا صلح عيش خلقه والله يعلم ما يصلح خلقه
ويقال النون افتتاح اسم الله تعالى وهو النون
ويقال هو آخر اسمه من الرحمن وهذا قسم أقسم الله تعالى بالنون والقلم وجواب القسم " ما أنت بنعمة ربك بمجنون " فذلك قوله " نون والقلم "
" وما يسطرون " يكتب الحفظة من أعمال بني آدم ويقال " وما يسطرون " يعني تكتب الكتبة في اللوح المحفوظ
" ما أنت بنعمة ربك بمجنون " يعني ما أنت يا محمد بحمد الله تعالى بمجنون كما يزعمون
وذلك أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق " [ العلق ١ ] إلى قوله " علم الإنسان ما لم يعلم " [ العلق ٥ ] وعلمه جبريل الصلاة فقال أهل مكة جن محمد صلى الله عليه وسلم
وكان النبي يفر من الشاعر والمجنون فلما نسبوه إلى الجنون شق ذلك عليه فنزل " ما أنت بنعمة ربك بمجنون "
بل أنت رسول الله تعالى
ثم قال " وإن لك لأجرا غير ممنون " يعني غير مقطوع ويقال غير محسوب


الصفحة التالية
Icon