٤٨٠
سورة الجن
مكية وهي عشرون وثمان آيات
سورة الجن ١ - ٤
قوله تبارك تعالى " قل أوحي إلي " يعني قل يا محمد أوحى الله إلي أي أخبرني الله تعالى في القرآن
" أنه استمع نفر من الجن " وهم تسعة من أهل نصيبين ومن أهل اليمن من أشرافهم
والنفر ما بين الثلاثة إلى العشرة
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انطلق رسول الله ﷺ مع طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين السماء أي بين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فقالوا ما هذا إلا لشيء قد حدث
فضربوا مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء
فوجدوا النفر الذين خرجوا نحو تهامة ورسول الله ﷺ بنخلة وهو يصلي مع أصحابه صلاة الفجر فاستمعوا منه فقالوا هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء
فرجعوا إلى قومهم " فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد " فأنزل الله تعالى " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن " يعني طائفة وجماعة من الجن " فقالوا إنا سمعنا " يعني قالوا بعدما رجعوا إلى قومهم " إنا سمعنا قرآنا عجبا " يعني عزيزا شريفا كريما ويقال عزيزا لا يوجد مثله
" يهدي إلى الرشد " يعني يدعو إلى الهدى وهو الإسلام
ويقال إلى الصواب والتوحيد والأمر والنهي
ويقال يدل على الحق " فآمنا به " يعني صدقنا بالقرآن
ويقال آمنا بالله تعالى
" ولن نشرك بربنا أحدا " يعني إبليس يعني لن نشرك بعبادته أحدا من خلقه
قوله عز وجل " وأنه تعالى جد ربنا " أي ارتفعت عظمة ربنا
ويقال ارتفع ذكره ويقال ارتفع ملكه وسلطانه
" ما اتخذ صاحبة ولا ولدا " يعني لم يتخذ زوجة ولا ولدا كما زعم الكفار
واتفق القراء في قوله " أنه استمع " على نصب الألف لأن معناه قل أوحي إلي بأنه استمع
واتفقوا في قوله " إنا سمعنا " على الكسرة لأنه على معنى الابتداء
واختلفوا فيما سوى ذلك
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر كلها بالنصب بناء على قوله " أنه استمع " بالنصب إلا في حرفين أحدهما " فإن له نار جهنم " بالكسر والأخرى قوله " فإنه يسلك من


الصفحة التالية
Icon