٥٠٣
سورة الإنسان
مدنية وهي إحدى وثلاثون آية
سورة الإنسان ١ - ٤
قول الله تبارك وتعالى " هل أتى على الإنسان " يعني قد أتى على آدم " حين من الدهر " يعني أربعين سنة " لم يكن شيئا مذكورا " يعني لم يدر ما اسمه ولا ما يراد به إلا الله تعالى
وذلك أن الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم أمر جبريل عليه السلام أن يجمع التراب فلم يقدر ثم أمر إسرافيل فلم يقدر ثم أمر عزرائيل عليهم السلام فجمع التراب من وجه الأرض فصار التراب طينا ثم صار صلصالا فكان على حاله أربعين سنة قبل أن ينفخ فيه الروح
وروى معمر عن قتادة قال كان آدم آخر ما خلق من الخلق خلق كل شيء قبل آدم عليه السلام
ثم قال " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه " يعني مختلطا ماء الرجل وماء المرأة لا يكون الولد إلا منهما جميعا
ماء الرجل أبيض ثخين وماء المرأة أصفر رقيق " نبتليه " يعني لكي نبتليه بالخير والشر " فجعلناه سميعا بصيرا " يعني جعلنا له سمعا يسمع به الهدى وبصرا يبصر بها الهدى
وقال مقاتل في الآية تقديم يعني جعلناه سميعا بصيرا يعني جعلنا له سمعا لنبتليه يعني لنختبره
قوله عز وجل " إنا هديناه السبيل " يعني يبينا له وعرفناه طريق الخير وطريق الشر وطرائق الإيمان والكفر ويقال سبيل السعادة والشقاوة " إما شاكرا وإما كفورا " يعني إما أن يكون موحدا وإما أن يكون جاحدا لوحدانية الله تعالى
ويقال " إما شاكرا " لنعمه " وإما كفورا " لنعمه
ثم بين ما أعد للكافرين فقال " إنا أعتدنا للكافرين " يعني في الآخرة " سلاسلا وأغلالا وسعيرا " يعني هيأنا لهم أغلالا تغل بها أيمانهم إلى أعناقهم " وسعيرا " يعني وقودا
سورة الإنسان ٥ - ٧