٥٣٤
سورة المطففين
مدنية ويقال نزلت بين مكة والمدينة ويقال مكية وهي ثلاثون وست آيات
سورة المطففين ١ - ٦
قول الله تبارك وتعالى " ويل للمطففين " يعني الشدة من العذاب للذين ينقصون المكيال والميزان وإنما سمي الذي يجور في المكيال والميزان مطففا لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفيف الطفيف
ثم بين أمرهم فقال " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " يعني استوفوا من الناس لأنفسهم و " على " بمعنى عن بمعنى " إذا اكتالوا عن الناس يستوفون " يعني يتمون الكيل والوزن " وإذا كالوهم " يعني إذا باعوا لغيرهم ينقصون الكيل ومعناه " وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " يعني ينقصون الكيل
وقال بعضهم " كالوهم " حرفان يعني كالوا ثم قال هم وكذلك أو وزنوا ثم قال هم " يخسرون " وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا " أو " معناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون
وكان الكسائي يجعلها حرفا واحدا " كالوهم " يعني كالوا لهم وكذلك أو وزنوا لهم وقال أبو عبيد وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعا لكتبوا كالواهم بالألف
ثم قال عز وجل " ألا يظن أولئك " يعني ألا يعلم المطفف وألا يستيقن بالبعث وهو قوله تعالى " أنهم مبعوثون " يعني يبعثون بعد الموت " ليوم عظيم " يعني يوم القيامة هوله شديد " يوم يقوم الناس لرب العالمين " يعني في يوم يقوم الناس بين يدي الله تعالى
وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ قال ( يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم يعني خمسمائة عام وذلك المقام على المؤمنين كتولي الشمس ) وروى نافع عن ابن عمر قال عن النبي ﷺ قال ( يقوم أحدكم ورشحه إلى أنصاف أذنيه ) وقال ابن مسعود إن الكافر ليلجم بعرقه حتى يقول أرحني ولو إلى النار