٥٣٨
سورة الانشقاق
كلها مكية وهي عشرون وخمس آيات
سورة الانشقاق ١ - ٥
قوله الله تعالى " إذا السماء انشقت " يعني انفرجت لهيبة الرب تعالى ويقال " انشقت " لنزول الملائكة وما شاء من أمره
" وأذنت لربها " يعني أطاعت السماء لربها بالسمع والطاعة
" وحقت " يعني وحق للسماء أن تطيع ربها الذي خلقها
" وإذا الأرض مدت " يعني بسطت ومدت مد الأديم ليس فيها جبل ولا شجر يعني حتى يتسع ذلك فيها جميع الخلائق
وروى علي بن الحسن عن النبي ﷺ أنه قال ( إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه لكثرة الخلائق فيها )
" وألقت ما فيها " يعني ألقت الأرض ما فيها من الكنوز والأموات " وتخلت " عنها " وأذنت لربها " يعني أجابت الأرض لربها بالطاعة وأدت إليه ما استودعها من الكنوز والموتى " وحقت " يعني وحق للأرض أن تطيع ربها الذي خلقها
سورة الانشقاق ٦ - ٩
ثم قال عز وجل " يا أيها الإنسان إنك كادح " يعني الأسود بن عبد الأسد ويقال أبي بن خلف ويقال جميع الكفار
يعني أيها الكفار " إنك كادح " يعني ساع بعملك " إلى ربك كدحا " يعني سعيا قال مقاتل وقال الكلبي معناه إنك عامل لربك عملا " فملاقيه " يعني فملاقي عملك ما كان من خير أو شر
فالأول قول مقاتل والثاني قول الكلبي
وقال الزجاج الكدح في اللغة السعي في العمل وجاء في التفسير إنك عامل لربك عملا فملاقيه
أي فملاقي ربك
وقيل فملاقي عملك
قوله عز وجل " فأما من أوتي كتابه بيمينه " يعني المؤمن " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " يعني حسابا هينا " وينقلب " يرجع " إلى أهله مسرورا " الذي أعد الله له في الجنة مسرورا به
وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال ( من نوقش في الحساب يوم القيامة عذب ) فقلت أليس يقول الله تعالى " فسوف يحاسب حسابا يسيرا "