٥٥١
سورة الغاشية
وهي ست وعشرون آية مكية
سورة العاشية ١ - ٧
قول الله تبارك وتعالى " هل أتاك حديث الغاشية " " هل " استفهام استفهم الله تعالى نبيه ﷺ ولم يكن أتاه بعد فكأنه قال الآن يأتيك خبره ثم أخبره
ويقال معناه قد أتاك حديث الغاشية و " الغاشية " اسم من أسماء يوم القيامة وإنما سميت غاشية لأنها تغشى الخلق كلهم
كما قال " يوما كان شره مستطيرا " [ الإنسان ٧ ] ويقال " الغاشية " النار وإنما سميت غاشية لأنها تغشى وجوه الكفار
كما قال " وتغشى وجوههم النار " [ إبراهيم ٥ ] أو كقوله " يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم " [ العنكبوت ٥٥ ] ويقال " الغاشية " دخان النار يخرج من النار يوم القيامة عنق من النار فيحيط بالكفار مثل السرادق ويجيء دخانها فيغشى الخلائق حتى لا يرى بعضهم بعضا إلا من جعل الله تعالى له نورا بصالح عمله في الدنيا كقوله " كالقصر كأنه جمالات صفر " [ المرسلات ٣٣ ] وكقوله " وظل من يحموم " [ الواقعة ٤٣ ] ويقال غاشية الصراط تغشى المنافقين
كقوله " انظرونا نقتبس من نوركم " [ الحديد ١٣ ] الآية
ثم وصف ذلك اليوم وقال " وجوه يومئذ خاشعة " يعني من الوجوه وجوه يومئذ خائفة ذليلة في العذاب وهي وجوه الكفار
ثم قال " عاملة " يعني تجر على وجوهها في النار " ناصبة " يعني من تعب وعذاب في النار
ويقال ( عاملة ناصبة ) يعني تكلف الصعود على عتبة ملساء من النار فيرتقيها في عناء ومشقة فإذا ارتقى إلى ذروتها هبط منها إلى أسفلها
ويقال نزلت في رهبان النصارى " عاملة " في الدنيا " ناصبة " في العبادة أشقياء في الدنيا والآخرة
ويقال " عاملة " في الدنيا بالمعاصي والذنوب " ناصبة " في الآخرة بالعذاب " تصلى نارا حامية " يعني تدخل نارا حارة قد أوقدت ثلاثة آلاف سنة حتى اسودت
فهي سوداء مظلمة
قوله تعالى " تسقى من عين آنية " أي من عين حارة قد انتهى حرها " ليس لهم طعام " وهذا في بضع دركها " إلا من ضريع " قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر بضم التاء " تصلى نارا " وقرأ الباقون بالنصب
فمن قرأ بالضم بمعنى المفعول الذي لم يسم فاعله


الصفحة التالية
Icon