٥٧٩
سورة البينة
مدنية وهي ثمان آيات
سورة البينة ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " يعني اليهود والنصارى " والمشركين " يعني عبدة الأوثان " منفكين " يعني غير منتهين عن كفرهم وعن قولهم الخبيث " حتى تأتيهم البينة " يعني حتى أتاهم البيان فإذا جاءهم البيان فريق منهم انتهوا وأسلموا وفريق ثبتوا على كفرهم
ويقال لم يزل الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين حتى وجب في الحكمة علينا في هذه الحال إرسال الرسول إليهم
ويقال معناه لم يكونوا منتهين عن الكفر حتى أتاهم الرسول والكتاب فلما آتاهم الكتاب والرسول تابوا ورجعوا عن الكفر وهم مؤمنو أهل الكتاب والذين أسلموا من مشركي العرب
وقال قتادة " البينة " أراد به محمدا ﷺ وقال القتبي " منفكين " أي زائلين يقال لا أنفك من كذا أي لا أزول
قوله تعالى " رسول من الله يتلو صحفا مطهرة " يعني قرآنا مطهرا من الزيادة والنقصان
ويقال " مطهرة " من الكذب والتناقض ويقال " صحفا مطهرة " أي أمورا مختلفة
ويقال سمي القرآن صحفا من كثرة ما فيه من السور
قوله تعالى " فيها كتب قيمة " يعني صادقة مستقيمة لا عوج فيها
ويقال " فيها كتب قيمة " يعني تدل على الصلاح والصواب ولا تدل على الشرك والمعاصي
ثم قال عز وجل " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب " يعني وما اختلفوا في محمد ﷺ وهم اليهود والنصارى " إلا من بعد ما جاءتهم البينة " يعني بعدما ظهر لهم الحق فنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم
ثم قال " وما أمروا " يعني وما أمرهم محمد ﷺ " إلا ليعبدوا الله " يعني ليوحدوا الله
ويقال " وما أمروا " في جميع الكتب " إلا ليعبدوا الله " يعني يوحدوا الله " مخلصين له الدين حنفاء " مسلمين
روي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال " حنفاء " يعني


الصفحة التالية
Icon